فصل: قال السمرقندي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السمرقندي:

قوله تعالى: {قُلْ يا أيها الكافرون}
وذلك أن قريشًا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن يَسُرّك بأن نتبعك عامًا ونترك ديننا ونتبع دينك وترجع إلى ديننا عامًا.
فنزلت هذه السورة وقال مقاتل: نزلت في المستهزئين وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم وجرى على لسانه ما جرى فقال أبو جهل أخزاه الله لا يفارقنا إلا على أحد أمرين ندخل معك في بعض ما تعبد وتدخل معنا في بعض ديننا أو نتبرأ من آلهتنا وتتبرأ من إلهك فنزلت هذه السورة، وقال الكلبي: إنهم أتوا العباس فقالوا له: لو أن ابن أخيك استلم بعض آلهتنا لصدقناه بما يقول وآمنا به فنزل {قُلْ يا أيها الكافرون}، ويقال إنهم اجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا له: إن ابن أخيك يؤذينا ونحن لا نؤذيه بحرمتك فدعاه أبو طالب وذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما أَدْعُوهُمْ إِلَى كَلِمَةٍ واحدة» فقال ما هي؟ قال: «لاَ إله إلاَّ الله» فنفروا عن هذه الكلمة فنزلت {قُلْ يا أيها الكافرون} يعني: قل يا محمد لأهل مكة {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} يعني: {لاَ أَعْبُدُ} بعد هذا {مَا تَعْبُدُونَ} أنتم من الأوثان ولا أرجع إلى دينكم {وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} يعني: لا تعبدون أنتم بعد هذا الرب الذي أعبده أنا حتى ترون ما يستقبلكم غدًا وهذا كقوله عز وجل: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كالمهل يَشْوِى الوجوه بِئْسَ الشراب وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29] قوله تعالى: {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} يعني: لست أنا في الحال عابدًا لأصنامكم وما كنت عابدًا لها قبل هذا لأني علمت مضرة عبادتها {وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ} يعني: لستم عابدين في الحال لجهلكم وغفلتكم وقلة عقلكم.
ثم قال عز وجل: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ} يعني: قد أكملت عليكم الحجة فليس على أن أجبركم على الإسلام فأثبتوا على دينكم حتى تروا ماذا يستقبلكم غدًا وأنا أثبت على ديني الذي أكرمني الله تعالى به ولا أرجع إلى دينكم أبدًا وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ثم نسخ بآية القتال، فيها دليل أن الرجل إذا رأى منكرًا أو سمع قولا منكرًا فأنكره فلم يقبلوا منه لا يجب عليه أكثر من ذلك وإنما عليه أن يحفظ مذهبه وطريقه ويتركهم على مذهبهم وطريقهم.
وقال الحسن سمعت شيخًا يحدث قال: بينما أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلًا يقرأ {قُلْ يا أيها الكافرون} فقال: «أَمَّا هذا فَقَدْ بَرِئ مِنَ الشِّرْكِ» وسمع رجلًا يقرأ {قُلْ هُوَ الله أحد} [الصمد: 1] فقال: «أَمَّا هذا فَقَدْ غَفَرَ الله تعالى لَهُ» والله أعلم. اهـ.

.قال الثعلبي:

سورة الكافرون:
{قُلْ يا أيها الكافرون}
الى آخر السورة نزلت في رهط من قريش منهم الحرث بن قيس السهمي والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب بن أسد وأميّة بن خلف قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك ونشركك في أمرنا كلّه تعبد آلهتنا سنة ونعبد ألهك سنة فأن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وأن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه، فقال: «معاذ الله أن أشرك به غيره».
فقالوا: فأستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد الهك فقال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي فانزل الله سبحانه: {قُلْ يا أيها الكافرون} إلى آخر السورة فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم ثم قرأها عليهم حتى فرغ من السورة، فيئسوا عنه عند ذلك وآذوه وآذوا أصحابه.
وأما وجه تكرار الكلام فأن معنى الآية {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} في الحال {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} في الحال {وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} في الاستقبال {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} في الاستقبال وهذا خطاب لمن سبق في علم الله سبحانه أنهم لا يؤمنون، وقال أكثر أهل المعاني: نزل القرآن بلسان العرب وعلى مجاري خطابهم ومن مذاهبهم التكرار إرادة التوكيد والإفهام، كما أن مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز لإن إتيان المتكلّم والخطيب وخروجه من شيء إلى شيء آخر أفضل من اقتصاره في المقام على شيء واحد، قال الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن] {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 15] في غير موضع من سورة واحدة وقال سبحانه: {كَلاَّ سَيعلمونَ ثُمَّ كَلاَّ سَيعلمونَ} [النبأ: 4-5] وقال: تعالى: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدين} [الانفطار: 17] وقال: {فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا إِنَّ مَعَ العسر يسرا} [الشرح: 5-6] كل هذا أراد به التأكيد، ويقول القائل: ارم ارم، عجّل عجل، ومنه الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ذات يوم فقال: «إن بني مخزوم استأذنوا أن ينكحوا فتاتهم عليًا فلا اذن ثم لا آذن، لأنَّ فاطمة بضعة مني يسرّها ما يسرّني ويسوءها ما يسوءني».
ومنه قول الشاعر:
هلا سألت جموع كندة ** يوم ولوا أين أينا

وقال آخر:
يا علقمه يا علقمه يا علقمه ** خير تميم كلّها وأكرمه

وقال آخر:
قربا مربط النعامة مني ** لقحت حرب وائل عن حيان

ثم قال في عدة أبيات من هذه القصيدة:
لقحت حرب وائل عن حيان

وأنشدني أبو القاسم بن حبيب قال: أنشدني أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر الأنباري قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن أحمد بن القاسم الأنباري لبعض نساء الإعراب.
يقول رجال زوجها لعلها ** تقر وترضى بعده بحليل

فأخفت في النفس التي ليس دونها ** رجاء وان الصدق أفضل قيل

أبعد ابن عمي سيد القوم مالك ** أزَّف إلى بعل ألدّ كليل

وحدّثني أصحابه أن مالكًا ** أقام ونادى صحبه برحيل

وحدّثني أصحابه أن مالكًا ** صروم كماضي الشفرتين صقيل

وحدّثني أصحابه أن مالكًا ** جواد بما في الرحل غير بخيل

وقال القتيبي: وفيه وجه آخر وهو أنَّ قريشًا قالوا: إن سرّك أن ندخل في دينك عامًا فأدخل في ديننا عامًا فنزلت هذه السورة، فتكرار الكلام لتكرار الوقت، وقال: فيه وجه آخر وهو أن القرآن نزل شيء بعد شيء وآية بعد آية فكانهم قالوا اعبد آلهتنا سنة فقال الله سبحانه: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} ثم قالوا بعد ذلك: استلم بعض آلهتنا فانزل الله تعالى: {وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} {لَكُمْ دِينُكُمْ} الشرك {وَلِيَ دِينِ} الإسلام.
وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
وقرأ أهل المدينة وعيسى بن عمر {وَلِيَ دِينِ} بفتح الياء ومثله روى حفص عن عاصم وهشام عن أهل الشام، غيرهم بجزمه وأبو حاتم بجره. اهـ.

.قال الزمخشري:

سورة الكافرون:
مكية.
وهي ست آيات.
نزلت بعد الماعون.
ويقال لها ولسورة الإخلاص: المقشقشتان، أي المبرئتان من النفاق.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الكافرون (109): الآيات 1- 6]

{قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
المخاطبون كفرة مخصوصون قد علم اللّه منهم أنهم لا يؤمنون. روى أنّ رهطا من قريش قالوا: يا محمد، هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فقال: «معاذ اللّه أن أشرك باللّه غيره»: فقالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك، فنزلت، فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم، فأيسوا. {لا أَعْبُدُ} أريدت به العبادة فيما يستقبل، لأن (لا) لا تدخل إلا على مضارع في معنى الاستقبال، كما أن (ما) لا تدخل إلا على مضارع في معنى الحال، ألا ترى أن (لن) تأكيد فيما تنفيه (لا)
وقال الخليل في (لن): أنّ أصله (لا أن) والمعنى: لا أفعل في المستقبل ما تطلبونه منى من عبادة آلهتكم، ولا أنتم فاعلون فيه ما أطلب منكم من عبادة إلهى {وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ} أى: وما كنت قط عابدا فيما سلف ما عبدتم فيه، يعنى لم تعهد منى عبادة صنم في الجاهلية، فكيف ترجى منى في الإسلام {وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} أى: وما عبدتم في وقت ما أنا على عبادته.
فإن قلت: فهلا قيل: ما عبدت، كما قيل: {ما عبدتم}
قلت: لأنهم كانوا يعبدون الأصنام قبل المبعث، وهو لم يكن يعبد اللّه تعالى في ذلك الوقت.
فإن قلت: فلم جاء على (ما) دون (من)؟
قلت، لأن المراد الصفة، كأنه قال: لا أعبد الباطل، ولا تعبدون الحق.
وقيل: إن (ما) مصدرية، أى: لا أعبد عبادتكم، ولا تعبدون عبادتي {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} لكم شرككم، ولى توحيدي. والمعنى: أنى نبىّ مبعوث إليكم لأدعوكم إلى الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا منى ولم تتبعوني، فدعوني كفافا ولا تدعوني إلى الشرك.
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكافرين فكأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت منه مردة الشياطين، وبريء من الشرك ويعافى من الفزع الأكبر». اهـ.

.قال الماوردي:

{قُل يا أيُّها الكافِرونَ} الآيات، ذكر محمد بن إسحاق أن سبب نزولها أن الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب وأمية بن خلف لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد. ونعبد ما تعبد، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا كنا قد كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما بيديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى: {قل يا أيها الكافرون} فصار حرف الأمر في هذه السورة وسورة الإخلاص والمعوذتين متلوًّا، لأنها نزلت جوابًا، عنى بالكافرين قومًا معينين، لا جميع الكافرين، لأن منهم من آمن، فعبد الله، ومنهم من مات أو قتل على كفره، وهم المخاطبون بهذا القول فمنهم المذكورون.
{لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدونَ} يعني من الأوثان.
{ولا أنتم عابدون ما أَعْبُدُ} يعني الله تعالى وحده، الآيات.
فإن قيل: ما فائدة هذا التكرار؟
قيل: فيه وجهان:
أحدهما: أن قوله في الأول {لا أعبد} و(لا تعبدون) يعني في الحال، وقوله الثاني: يعني في المستقبل، قاله الأخفش.
الثاني: أن الأول في قوله: {لا أعبد} و{لا أنتم} الآية يعني في المستقبل.
والثاني: إخبار عنه وعنهم في الماضي، فلم يكن ذلك تكرارًا لاختلاف المقصود فيهما.
فإن قيل: فلم قال: {ما أَعْبُدُ} ولم يقل (من أَعبُدُ)؟
قيل: لأنه مقابل لقوله: {ولا أنا عابد ما عَبَدْتُم} وهي أصنام وأوثان، ولا يصلح فيها إلا (ما) دون (من) فحمل الثاني على الأول ليتقابل الكلام ولا يتنافى.
{لكم دِينكم ولي دينِ} فيه وجهان:
أحدهما: لكم دينكم الذي تعتقدونه من الكفر، ولي ديني الذي أعتقده من الإسلام، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: لكم جزاء عملكم، ولي جزاء عملي.
وهذا تهديد منه لهم، ومعناه وكفى بجزاء عملي ثوابًا، قاله ابن عيسى.
قال ابن عباس: ليس في القرآن سورة أشد لغيظ إبليس من هذه السورة، لأنها توحيد وبراءة من الشرك. اهـ.

.قال ابن عطية:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
قرأ أبي بن كعب وابن مسعود: {قل للذين كفروا}، وروي في سبب نزول هذه السورة عن ابن عباس وغيره أن جماعة من عتاة قريش ورجالاتها قالوا للنبي صلى الله عيله وسلم: دع ما أنت فيه ونحن نمولك ونزوجك من شئت من كرائمنا ونملكك علينا، وإن لم تفعل هذا فلتعبد آلهتنا ولنعبد إلهك حتى نشترك، فحيث كان الخير نلناه جميعًا، هذا معنى قولهم ولفظهم، لكن للرواة زيادة ونقص، وروي أن هذه الجماعة المذكورة الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف وأبو جهل وابنا الحجاج ونظراؤهم ممن لم يسلم بعد، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم معهم في هذه المعاني مقامات نزلت السورة في إحداها بسبب قولهم هلم نشترك في عبادة إلهك وآلهتنا، وروي أنهم قالوا: اعبد آلهتنا عامًا، ونعبد إلهك عامًا، فأخبرهم عن أمره عز وجل أن لا يعبد ما يعبدون وأنهم غير عابدين ما يعبد، فلما كان قوله: {لا أعبد} محتملًا أن يراد به الآن ويبقى المستأنف منتظرًا ما يكون فيه من عبادته جاء البيان بقوله: {ولا أنا عابد ما عبدتم}، أي أبدًا وما حييت، ثم جاء قوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} الثاني حتمًا عليهم أنهم لا يؤمنون به أبدًا كالذي كشف الغيب، فهذا كما قيل لنوح صلى الله عليه وسلم: إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، وأما أن هذا في معنيين وقوم نوح عمموا بذلك، فهذا، معنى الترديد الذي في السورة وهو بارع الفصاحة وليس بتكرار فقط، بل فيه ما ذكرته مع التأكيد والإبلاغ، وزاد الأمر بيانًا وتبريًا منهم، وقوله: {لكم دينكم ولي دين} وفي هذا المعنى الذي عرضت قريش نزل أيضًا: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} [الزمر: 64] وقرأ أبو عمرو {ولي ديني} ساكنة الياء، من لي ونصبها الباقون بخلاف كل واحد منهم، والقراءتان حسنتان.
وقرأ أبو عمرو: {عابد} و{عابدون} والباقون بفتح العين وهاتان حسنتان أيضًا، ولم تختلف السبعة في حذف الياء من دين.
وقرأ سلام ويعقوب: {ديني} بياء في الوصل والوقف، وقال بعض العلماء في هذه الألفاظ مهادنة ما وهي منسوخة بآية القتال. اهـ.